قد يكون من المبكر التنبؤ بمآلات الأمور في ستة أيام على عملية طوفان الأقصى، التي مني فيها الجيش الاسرائيلي بخسائر جمة .

عاجل

الفئة

shadow
*الاعلامية ريم عبيّد - الديار*

الا انه بات من الواضح جدا أن العملية أثرت بشكل كبير على مسار التطبيع بين الكيان الاسرائيلي والمملكة العربية السعودية.
البرلماني الروسي أليكسي بوشكوف قال ان السعودية أبلغت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنها انسحبت من جميع المفاوضات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل ولم تعد ترغب بذلك.

ينسجم هذا التصريح مع توقعات عدد من الصحف الغربية التي اعتبرت أن ابن سلمان لن يسارع لعقد صفقة مع زعيم اسرائيلي قد يخسر منصبه في الاشارة الى وزير حكومة الكيان بنيامين نتنياهو ، واضافت الايكونوميست أنه يبدو ان هناك طريقا طويلا أمام الرئيس الاميركي جو بايدن لدفع العملية، وهو ما يعبر عن حقيقة الموقف السعودي الذي كان يسعى للتطبيع خدمة لمصالحه لا أكثر .

من جهته موقع ذا إنترسبت الأميركي اكد ان ان دمارا كبيرا تسبب به ‎طوفان الأقصى لعمليات التطبيع التي تمت بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية والعربية، محملا بايدن جزءا كبيراً من المسؤولية، لأن إدارته ظلت تركز في سياستها للمنطقة على توسيع نطاق رقعة التطبيع، وتجاهل معاناة الفلسطينيين، وهنا بالتحديد ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، فمن المرجح ان تكون احترقت ورقة بايدن الى غير رجعة، اذ كان تعويله كبيرا على التوصل الى اتفاق.

‏اما صحيفة الواشنطن بوست الأميركية فاعتبرت أن هجوم ‎طوفان الأقصى سيؤخر التركيز الحالي لصفقة التطبيع بين ‎السعودية وإسرائيل، كما انه سيزيد الضغط على المملكة؛ لإدراج مطالب الفلسطينيين في أي اتفاق تتوصل إليه، وحتى اللحظة السعودية كانت تدعم حق الفلسطينيين الذي تراجع الاهتمام به لفترة لكنه عاد الآن ليكون في مركز الاهتمامات.
وكذلك وكالة بلومبيرغ الأميركية اكدت انه في ضربة واحدة؛ أعادت حـمـاس ترتيب الأولويات الإسرائيلية، وتسببت بانتكاسة كبيرة لخطط بايدن وابن سلمان، في عملية التطبيع بين ‎السعودية وإسرائيل.
محللون كثر اعتبروا أن عملية الطوفان من أحد اهم اهدافها كان قطع الطريق على التطبيع مع السعودية ، واذا سارت الأمور كما تشير التحليلات فإن العملية حققت أحد أهدافها الاستراتيجية ، بانتظار ما ستذهب اليه الأمور، في ظل التصعيد الحاصل الآن ، وفي ظل الجنون الذي تمارسه اسرائيل على قطاع غزة، محاولة استرداد شيئ من ماء وجهها الذي اريق مع عبور المقاومة الفلسطينية السياج الذي صرفت عليه المليارات، واعتبرته حاجزا يصعب اختراقه، فكان الخرق على مستويين امني وعسكري، وكان الهجوم مباغتا ومفاجئا ، جعل من اسرائيل اضحوكة امام العالم وهي التي تتغنى بتفوق جيشها الكترونيا ، واستخباريا.

وهذا ما اكده الكاتب الشهير توماس فريدمان الذي انتقد الكيان الاسرائيلي على سماحه لقوة وصفها بالصغيرة ان تخطط وتنفذ دون علم الكيان الاسرائيلي.

اذا، فالاعلان عن التطبيع بعد ان كان قاب قوسين او ادنى من التحقق، بات اليوم مؤجلا الى اجل غير مسمى، ويعتقد ان بن سلمان الذي كان محرجا في مكان ما من الخوض في هذه الخطوة بسبب موقع السعودية في العالم الاسلامي، بات اليوم يملك ذريعة وحجة حقيقية تجعله يعزف عن تحقيق حلم الاسرائيليين.

وامام هذه الوقائع جملة تساؤلات تطرح نفسها على مسار الأحداث وتحققها يدعم فكرة التأجيل الى اجل غير مسمى أهمها ، هل تأجيل الاعلان هذا يمكن ان يمنع الطيران المدني الاسرائيلي من دخول الاجواء السعودية، وهل ستعمل الرياض على ايقاف كل المعاملات التجارية؟

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة